الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

شباب جزائريون يستهلكون "هرمون الخيول وحبوب منع الحمل" لتضخيم العضلات


باختلاف الماركات العالمية للمكملات الغذائية الرياضية، وتنوع المحلات التي تبيعها، لا يعرف الرياضيون بالضبط ماذا يحتاجون، ولا ماذا يستهلكون لبناء أجسادهم وعضلاتهم.. فأغلبهم يتبعون ما يروج وسط القاعات وبين الأوساط الرياضية والهواة، ممن يمارسون رياضة كمال الأجسام دون مدرب أو طبيب، فهمهم الوحيد بناء عضلات وإعطاء حجم أكبر للجسم، حتى وإن كانت النتيجة هلاكهم.


اقتربنا من أكبر الشركات المستوردة للمكملات الغذائية، الكائن مقرها بشارع عميروش بالعاصمة، وهي شركة تعمل في مجال المكملات، منذ أزيد من ربع قرن. "باست فورم"، تمثل الوكيل المعتمد لأربع شركات عالمية، وهي "أوبتيمانوتريسيا" الأمريكية، و"ماسكل تاك"، و"روفلاكس نوتريسيا" الإنجليزية، و"كونتراكس" الإسبانية.

يقول ممثل الشركة، السيد بليليطة فاروق، وهو صيدلي وممثل عن مصلحة الزبائن، إن أغلب المستهلكين للمكملات الغذائية على جهل كبير بحقيقة المكملات، فينبهرون بالاسم التجاري فقط دون قراءة القيمة الغذائية أو قائمة المكونات.. وعلى هذا الأساس، توجد منتجات أقل قيمة، وتباع بأسعار باهظة، ولا تفيد الرياضيين، لأنها تعمل على حبس السوائل داخل الخلايا. وبالتالي، يزيد الوزن وحجم العضلات بسرعة، "كمن يملأ قربة بالماء". وهذه المكملات، عبارة عن بروتينات وأحماض أمينية حرة، إضافة إلى "الغليسين" و"الكرياتين". وهذان المكونان، مسؤولان عن حبس السوائل داخل الخلايا. وبالتالي، تعطي حجما كاذبا يزول بسرعة.

ويقول مسؤول باست فورم إن أحسن مكمل غذائي توصل إليه العلم والأبحاث في العالم هو "مصل اللبن"، أو ما يسمى "معزول بروتين مصل اللبن"، وهو بروتين نقي، يتراوح سعره بين 20 ألفا إلى 30 ألف دينار. يساعد في البناء العضلي بسرعة الامتصاص التي تصل نصف ساعة.

وأكد مسؤول الشركة أنه يراقب بنفسه المنتج ونوعيته ومكوناته.

وعن سؤالنا حول إدماج مكونات غير حلال، قال: "بالفعل، نحن لا نستورد المكملات بذوق الكحول، أو الممزوجة بأي نوع من التركيبات التي تتنافى مع الشريعة الإسلامية".


الهرمونات "الحيوانية" وحبوب منع الحمل بدائل خطيرة عن المكملات

خلال جولة، قادتنا إلى بعض قاعات رياضة كمال الأجسام بالعاصمة، تفاجأنا بمئات الأسماء التجارية، التي يتعاطاها الرياضيون، منها ما يقال إنها "حرة"، أي أصلية، ومنها ما يقال إنها أسماء تجارية مزيفة.. وآخرون ينتقدون أسعار المكملات في السوق الجزائرية، ويقولون إنها باهظة الثمن، فالكيس الواحد من "الواي"، أي مصل اللبن الممزوج بالبطاطا الحلوة والشوفان والبازلاء، يفوق ثمنه مليوني سنتيم، بوزن 4 كلغ، يستهلكه الرياضي في شهر فقط، إضافة إلى بعض المكملات التي تصل إلى 36 ألف دينار.

ولهذه الأسباب، يقول أحد الرياضيين إن الشباب وجدوا "بدائل" خطيرة، وأصبحوا يستهلكون وصفات طبية وكيميائية وهرمونات لا علاقة لها بالمكملات الغذائية الصحيحة، فقط لنفخ الجسم، والحصول على عضلات كاذبة.

وأكد لنا، من جهته، مسؤول "باست فورم" أنه بالفعل بدأ التوجه إلى بدائل سهلة وخطيرة، كتعاطي الهرمونات.. وهي في الأصل أدوية، وتعاطيها بكثرة ينجم عنه ضمور الغدد. وأضاف أن الشباب يتعاطون هرمونات خارجية خاصة بالحيوانات، منها "ويسترول"، التي تقدم للخيول، وأدوية "سالبيتامول"، لتسريع دخول الأكسوجين إلى الخلايا.. ومن مضاعفاته، زيادة نبضات القلب. والأخطر هو الإقبال الكبير على الأدوية والهرمونات "الأنثوية"، وسط الذكور، وأدوية العقم، مثل "كلوميد"، وكبسولات منع الحمل من أجل الوصول إلى نتائج فسيولوجية، كـ"التثدؤ"، عند الرياضيين، وزيادة الوزن.. غير أن هذه الهرمونات والأدوية التي يعتقد الشباب أنها بدائل للمكملات الغذائية الصحيحة، تؤدي إلى أخطار كبيرة، كأمراض الكبد، وظهور حب الشباب، وضمور الغدد، واضطرابات الغدة "النخامية "والعقم.




المصدر : الشروق العربي

لديك سؤال؟ دعنا نساعدك بالاتصال بنا عبر صفحة خدمات