الأحد، 8 أكتوبر 2017

لماذا لا يرتدي ملوك إسبانيا التاج ؟ الجزائر هي سبب / هكذا أركعت الجزائر أوروبا كاملة




في سنة 1541 قام الملك الاسباني شارلكان ( كارلوس الخامس ) بهجوم على مدينة الجزائر العاصمة من أجل احتلالها .
حيث قاد أسطولا قويا سمي "الأرمادا" يتكون من 500 سفينة و 12 ألف بحار و 24 ألف جندي و 100 سفينة نقل و 700 فارس . و شارك في هذا العدوان على الجزائر العاصمة كل من الإمبراطورية الإسبانية و الإمبراطورية الرومانية المقدسة و فرنسان القديس يوحنا و جمهورية جنوا الإيطالية و الدولة البابوية و مملكة صقلية و مملكة نابولي .
و القوات الجزائرية كانت تتمثل في 5000 جندي جزائري و 700 جندي إنكشاري عثماني بالإضافة إلى بعض المتطوعين من السكان .
سبب هذه الحملة هي أن الجزائر كانت تستقبل أغلب الهاربين من الأندلس , و كانت تقود السفن لإنقاذهم من السواحل الإسبانية , كما أنها نجحت في طرد الإسبان من أغلب المدن الساحلية الجزائرية , الأمر الذي أغضب الإسبان و قادة الحملات الصليبية الأوروبيين .


انطلق هذا الأسطول من جزيرة مايوركا الاسبانية متجها نحو شواطئ العاصمة، لكن هذه الحملة اصطدمت بمقاومة عنيفة من الجزائريين وكانت نهاية مأساوية للإسبان ، حيث شوهدت جثثهم تطفو فوق سطح البحر لمدة أيام بعد المعركة ، إذ قتل حوالي 10 آلاف جندي وتحطمت أكثر من 150 سفينة حربية ، واضطر الملك الاسباني إلى التخلي عن 8000 جندي فوق شواطئ العاصمة لعدم كفاية ماتبقى من السفن .
وعند انسحابه ، في المنطقة المسماة "تامنفوست" حاليا، قام شارلكان بنزع التاج من على رأسه وقال:"يا أيها التاج أنا لست أهلا لحملك" ثم رماه في البحر .
ومنذ ذلك الحين لا يرتدي أي ملك من ملوك إسبانيا تاجا .





تفاصيل المعركة :

اجتمع حسن الطوشي( حاكم الجزائر ) مع بقية زعماء الجزائر وقادة جنده وقرروا الدفاع عن البلاد حتى آخر قطرة في دمائهم، واستثار حسن الطوشي حمية المسلمين هناك حتى تقاسموا جميعًا على الموت في سبيل الله والإسلام، وأسرع «حسن» وأعد جيوشه واستعد لمعركة حاسمة على أرض الجزائر.

 وقد رأى «شارلكان» تجهيزات أهل الجزائر ودفاعاتهم فسخر منها وأراد أن يدخل عليهم الهزيمة النفسية، فأرسل إليهم برسائل تهديد ووعيد وإنذار بالويل والثبور إن هم لم يسلموا البلد له، ولكن حسن الطوشي رد عليه برسائل قوية تفيض عزة وكرامة فقال له: «تعال واستلم القلعة والبلد إن قدرت، ولكن لهذه البلاد عادة، أنه إذا جاءها العدو لا يعطى إلا الموت» وذكره بهزيمة إسبانيا على سواحل الجزائر مرتين من قبل وأن الثالثة ستحصل له بإذن الله .

 أيقن شارلكان أن أهل البلاد مصممون على الدفاع عنها خاصة بعد أن طلبوا منه أن يسمح لمن أراد الخروج من أهل الجزائر مثل النساء والأطفال بالمرور، وما كان في ظن شارلكان ومن معه أن المدينة ستصمد أو تقاوم وكانت مشروعاتهم تدور فيما بعد الجزائر، فلم ينزلوا مدافع القصف وفوجئوا بمقاومة في منتهى العنف والشدة خاصة من كتائب المتطوعين الذين انهالوا على مدينة الجزائر بمجرد سماعهم نزول الأسبان عليها، وكانوا أجدر وأخبر بأرض المعركة من عدوهم، ثم جاءت الإمدادات الإلهية حيث هبت ريح عاصفة وزوابع بحرية قوية قلبت سفن العدو وخيامه ومعسكره، وانهال المطر على المنطقة فأفسد مفعول البارود .

حاول شارلكان وسط هذه الكوارث حفظ ماء وجهه بالهجوم الشامل على مدينة الجزائر عبر باب الواد في 4 رجب 948هـ ـ 21 أكتوبر 1541م، وعندها كشف أهل الجزائر عن الوجه الحقيقي وظهرت بطولات رائعة خاصة من كتيبة الحاج بكير قائد الفرسان التي أوقعت خسائر كبيرة في صفوف المقدمة الإسبانية، واتبع المسلمون أسلوب الكر والفر في التعامل مع العدو الإسباني، وفشلت محاولات شارلكان لكسب ولو شبر من أرض الجزائر، واضطر لأن يلملم أشلاء جيشه وحملته الفاشلة ويبحر على من بقي من أسطوله المحطم من عار وخزي الهزيمة. توجه شارلكان إلى إيطاليا ولم يتوجه إلى إسبانيا، وكان لفشل شارلكان في حملته الصليبية على الجزائر أثر عميق على الصعيد العالمي بأسره، فلقد نزلت أخبار الهزيمة كالصاعقة على أوروبا وانفرط عقد التحالف الأوروبي الصليبي وانفض الجميع من حول شارلكان الذي لم تقم له بعدها قائمة، وظل يلعق جراح هزيمته بالجزائر حتى هلك بعدها بقليل.






لديك سؤال؟ دعنا نساعدك بالاتصال بنا عبر صفحة خدمات